مدخل :
هناك أمور كثيرة بحياتنا متناقضة .. نحث بعضنا على العمل بها
و ما نلبث أن نتجاهلها مع أول فرصة لنا فقط لكونها تصب في
صالحنا ...
نشكو من الواسطة، ونحن أول من يبحث عنها
نلوم بعضنا عندما يتقدم أبن لنا حاز على درجات عالية في دراسته و تقدم لوظيفة
و بعد الترشيح نصدم بأن أول المرشحين هو أبن للمدير العام
فـ يكون لنا أبن أخر لظروف لم يكن معدله جيد .. فنبحث له عن واسطة و يكون
من أول المرشحين .. بينما الأفضل يتلقى خطاب شكر فقط و اعتذار
نشكو من عدم نظافة المدن، ونحن الذين نحولها إلى سلة مهملات
شعارنا .. النظافة من الأيمان و نقوم بزيارة أناس قريبين لنا و نلاحظ أمور لا تدل على
الإهمال و ننسبها لعدم النظافة ..
و فجأة نرتشف أخر قطرات من عصيرنا و نقذفه من خارج النافذة بدون مبالاة .. ليس
لشئ و أنما لأن الطريق ليس بيتنا
نشكو من أخلاق الشباب المراهق، وننسى أنهم "تربيتنا".. وقبلها ننسى مراهقتنا..
كل ما حولنا لم يأت من الفضاء الخارجي.. نحن الذين قمنا بتشكيله بهذا الشكل.
نعاتب "النظام" على بعض ما يحدث..
وننسى أننا نحن "المواطنين" جزء من هذه الأحداث، وشركاء فيها..
همسة :
كل يوم نردد "لا فرق بين عربي وأعجمي.."
وكل يوم - على النقيض - نسأل عن "فلان": ما أصله؟
مخرج ...
أي تناقض أكبر من هذا .. فهناك أمثلة عديدة و لكن حصرتها و لكم حرية
اختيار ما نراهـ من تناقضات ...